يتسلط الضوء على هذا الصراع من خلال إلياس وماجد ولين، حيث يتشابك العالم الرقمي مع الحياة البسيطة ،والسؤال المطروح هل يمكن لتكنولجيا أن تتعايش مع المشاعر الحقيقية ؟سوف نكتشف الإجابة في هذه القصة التي تجمع بين الفن والإبتكار .
لقد أصبح في هذا العالم الذي نعيشه سيطرة كبيرة في الذكاء الصطناعي والتكنولوجيا الحديثة التي نعيشها يومياً، وتطرح عدة تساؤلات عن تأثير هذه التكنلوجيا على حياة الإنسان اليومية داخل البيت وخارجه.
في مدينة " لوف اني" المستقبلية، مدينة كل شيء فيها متطور حيث رتفعت فيها ناطحات السحاب لتلامس السحاب، وحتلت وغزت الروبوتات والذكاء حياة البشر معظمهم، هنا عاش إلياس، شاب كان يعمل كمبرمج في إحدى الشركات التقنية كانت " لو فاني " مدينة تكنولوجية بالكامل كانت الشوارع تملأها السيارات ذاتية القيادة، والمتاجر فقط تعمل بالذكاء بدون موظفين، وحتى المدارس والجامعات تعتمد فقط على الذكاء في التدريس.
إلياس كان يخصص وقت كبير لعمله كان مغرماً بعمله، لكنه كان يشعر دائماً بفراغ غريب في داخله ويحس به في بعض الأوقات. لقد كانت كل الأشياء في حياته تمر سريعًا،إلياس كان شاباً رقميًا، ومبرمجًا، حتى أن العلاقات. كان يمتلك تطبيقًا يربط الأشخاص آليًا بناءً على إهتماماتهم، لكنه لم يشعر يومًا أن أيًا من تلك العلاقات الإفتراضية له معنى حقيقي.
في إحدى الأيام، بينما كان إلياس يتجول في إحدى الحدائق الصغيرة وسط المدينة - وهي فقط حديقة واحدة من الأماكن القليلة التي لم تمتلكها وتغزوها التكنولوجيا بعد،في تلك اللحظات لمح إلياس فتاة كانت تجلس تحت شجرة كبيرة. وكانت ممسكة بدفتر صغير،وكانت ترسم شيئًا ما. ولم يكن معها هاتف أو أي جهاز ذكي.لاحظ إلياس أنها مختلفة وغامضة تقدم نحوها ودفعه فضوله إلى التحدث معها.
"مرحبًا!" قال إلياس بإبتسامة خفيفة.
رفعت الفتاة رأسها، ونظرت إليه بعينين تحملان هدوءً لا يشبه صخب المدينة. "مرحبًا!" أجابت ببتسامة دافئة.
تعرف على إسم ،" ماجدو لين" وعرف أنها تحب الرسم والطبيعة. لم تكن تمتلك حسابًا على وسائل التواصل
، ولم تستخدم هاتفها إلا للضرورة كانت تعيش في عالم بسيط، بعيد عن التعقيدات الرقمية.
تأثير التكنولوجيا على الحياة اليومية.
التوازن بين الذكاء الاصطناعي والمشاعر الإنسانية.
العلاقات الإنسانية في ظل التقدم التكنولوجي.
كيف يمكن للفن أن يجمع بين الإنسان والتكنولوجيا؟
هذا ما سنعرفه
لقد بدأت علاقة إلياس وماجد ولين تنمو، شيأً فشيء ولكن لم تكن سهلة إطلاقاً. كان إلياس يرى الحياة من خلال شاشة الكمبيوتر والرقمنة، بينما كانت ماجد ولين ترى الحياة من خلال الطبيعة والناس العاديين. كان يسألها دائمًا: لماذا لا تستخدمين التكنولوجيا لتسهيل حياتك اليومية؟، فتجيبه: لأنني أريد أن أعيش حياة
عادية وبسيطة كما هي، لا كما تبرمجها الآلات.
ومع مرور الوقت، بدأ إلياس بشعور كان يشعر بتغيير في داخله. عندما يكون مع ماجد ولين ،فقد كان يترك الهاتفه جانبًا، ثم يبدأ في ملاحظة أشياء بسيطة: نسيم الهواء العذب، أصوت العصافير، وحتى إبتسامت الناس التي تمر في الشارع.
بطبيعة الحال العلاقة لم تكن خالية من التحديات والمشاكل. في إحدى المرات، إقترح إلياس على ماجد ولن إستخدام بعض من تطبيقات الذكية لتساعدها في تحليل رسوماتها وتطوير مهاراتها.لكن غضبت ماجد ولن وقالت له: هل ترى أنني ليست عندي الماهرة كافية كما أنا؟ هل يجب أن عليا ضروري أتغير لأصبح مثل هذا العالم الرقمي؟
حينها شعر آدم بالذنب على نفسه. لم يكن يريد أن يغيرها لتكون مثله، لكنه كان ضائعًا بين عالمها وعالمه.
وفي يوم من الأيام بعد تلك الحادثة، قرر آدم أن يأخذ خطوة جريئة.لقد بدأ بتقليل إعتماده على التكنولوجيا الرقمية وأدوات الذكاء الصناعي في حياته الشخصية. وبدأ يتعلم الرسم من ماجد ولين، وأصبح كل يوم يزور الحديقة ليمارس هواية جديدة.
هنا إكتشف أن الحياة ليست مجرد كود أو شاشة، بل هي أحاسيس وتجارب.
أما بالنسبة لماجدولين، فقد تعلمت أيضًا بعض فوائد التكنولوجيا من إلياس، لكنها أبقت إستخدامها محدودًا لم تكون تعطيه إهتمام كبير. حينها أصبحت ترى في إلياس شريكًا مناسباً يتقبل إختلافها، وتعلمت أن التوازن هو المفتاح لهذا العالم الجديد.
تزوج إلياس بماج دو لين وبعد سنوات، قامو بفتح مشروع لقد كان معرضًا مشتركًا، يجمع بين الفن والتكنولوجيا في آن واحد. كانت لوحات ماجدو لن تمثل الجمال الطبيعي من ناحية، بينما أضاف إلياس لمسة خفية وتقنية بسيطة من جهة أخرى عبر الشاشات التي تعرض قصص اللوحات بإستخدام الواقع المعزز. لقد كان المعرض يجسد كيف يمكن للعالمين أن يتكاملا بدلاً من أن يتصادما.
في النهاية، لم يكن إنتصارًا لأحد على الآخر، لا بالنسبة لماجد ولين أو إلياس بل كان إنتصار للإنسانية، التي تعلمت كيف تستخدم التكنولوجيا دون أن تفقد روحها وأن تصبح همها الوحيد.