أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

شاهد أيضا

قصة مالك في مدينة الزمن المفقود وإستعادة الذكريات

 رحلة مالك لاستعادة ذكرياته

عندما فتح عيناه وإستيقظ [مالك] بجانب تلك البحيرة المجاورة لمنزله، رأى فتاة صغيرة تجري وتلعب نظرت إليه وتبتسم له وتلعب بالماء. لقد كان شعور دافئ إجتاحه في داخله، لكنه لم يكن يستطع أن يربط هذه الطفلة بأي ذكرى في عقله نهائياً، إقتربت منه الفتاة وقالت له: وهي تبتسم هل ستلعب معي يا أخي؟
في هذه اللحظة بقية مصدوماً لكنه لم يستطع الرد، لم يعرف من هي الفتاة بالرغم من أنها أخته، ولم يفهم لماذا أشعرته وأحسسته كلماتها بشيء مفقود داخله مخيلته .

قصة مالك في مدينة الزمن المفقود وإستعادة الذكريات

وكما تعلمون فقد كان [مالك] قد أنقذ شقيقته [ليلى] من الموت بصفقة مع [سيد الزمن]، لكنه قد دفع ثمنًا باهظًا كما تعلمون:لقد ضحى بكل ذكرياته عن أخته وعن كل ما يتعلق بحياته السابقة،أما الآن،فإنه يعيش في عالم يبدو بعض الشيء مألوفًا وغريبًا في آنٍ واحد.

مالك وعلامات الماضي المفقود

ذهب مالك إلى وسط القرية أثناء تجواله في القرية، لاحظ [مالك] شيء غريب وهو 
أن الناس يتحدثون عنه ويسلمون عليه ويبتسمون في وجهه وكأنهم يعرفونه جيدًا، 
ثم مرة بجانب إمرأة عجوز وتوقفت لتحيته قائلة له: يا [مالك]، هل تذكرت وعدك لي بأنك ستقوم بإصلاح ساعتي القديمة أين كنت طول هذه المدة؟ لكن [مالك] لم يتذكر شيئًا نهائياً.
وفي طريقه، عثر على كوخ بابه منقلع من مكانه قديم مليء بالأغراض البالية المتربة،فجأه جاء لديه فضول بالدخول إلى هذا الكوخ عندما دخل، وجد دفترًا قديماً مهترئًا ومكتوب بخط يده،فيندهش لذالك ثم فتحه ليجد رسائل كتبها لنفسه :مكتوب فيها.
يا [مالك] إذا كنت تقرأ هذا الكتاب، فهذا يعني أنك نسيت كل شيء، إذهب إلى المدينة القديمة وهناك حيث بدأ كل شيء، وستجد وتعرف الإجابات.

 بداية رحلة جديدة والفضول بما أخبره الكتاب

[مالك] كان يحتفظ بشاجعته رغم فقدان ذاكرته وبدافع الفضول والأمل في إستعادة ماضيه،فقد قرر [مالك] أن يتبع تلك الإرشادات في ذاك الكتاب أو الدفتر الذي وجده،ثم أخذ معه أخته [ليلى]، والتي كانت تظن أنها ستذهب في جولة لرحلة 
أو مجرد مغامرة،لكن عندما خرجوا من القرية بدأت تعبر تلك  الغابات الكثيفة والوديان العميقة حتى وصلو إلى حطام وأنقاض مدينة كبيرة مهجورة، المدينة التي عُرفت 
والتي في الأساطير تدعى بـمدينة الزمن المفقود.
وعندما إقتربو من مدخل المدينة، واجهته بوابة كبيرة وعملاقة محفور ومنقوش عليها:
من يريد أن يبحث عن الزمن المفقود، فعليه التضحية بشيء جديد.

ظهور الشخصية المألوفة وإختبار الزمن

عندما أراد [مالك] و [أخته] دخول المدينة، ظهرت أمامهم  الشخصية المألوفة : 
إنه [حارس الزمن] ، وهو مخلوق غريب الأطوار شفاف يشبه الظلال، يتحرك بسرعة بين الأبعاد،ثم رفع عينيه وقال الحارس :
يا[مالك]،هل عدت من جديد لقد إخترت أن تعيد شقيقتك إلينا، هل تريد الآن ذكرياتك، ولكن يجب أن تعلم كل شيء له ثمن، هل أنت مستعد للتضحية مرة أخرى يا[مالك] ؟
ثم قال:  [مالك] بكل شجاعة،دون تردد، وأجابه :نعم سأفعل أي شيء تطلبه .
قال له : [الحارس] يجب عليك أن تجتاز ثلاثة إختبارات، وكل إختبار سيفتح جزءًا من ذاكرته، لكن إذا كان الفشل يعني أنك ستفقذ شيء مهم في حياتك الحالية.

الإختبار الأول - مرآة الذكريات

قال [الحارس] إتبعني يا [مالك] ثم أخذه إلى غرفة مليئة بالمرايا، وقال له:
هل ترى هاته المرايا كل مرآة هنا تعكس جزءًا من ماضيك يا [مالك].لذلك لإختيار الذكرى الصحيحة،يجب عليك أن تشعر بها بقلبك، وليس بعقلك.
ينظر [مالك] أمام المرايا مندهشاً، رأى [مالك] إنعكاسات كثيرة متعددة :
منذ لحظة طفولته وحتى عندما إنولدت [ليلى]، ويوم وفاة والديه، وحتى يوم أنقذ [ليلى].
 لقد إحتار[مالك] ولم يعرف ما يختاره لكنه إختار المرآة التي تعكس ضحكة [ليلى] الصغيرة، تلك اللحظة التي أحس وشعر بأنها الأقرب إلى قلبه.
عندما لمس [مالك] المرآة،إنفجرت بضوء متوهج قوي، وإستعاد حينها أول ذكرى له: 
وهي يوم ولادة ليلى وحبه الأول لها.

الإختبار الثاني - نهر الزمن

ثم بعدها قاد [الحارس] [مالك] إلى نهر عجيب وغريب وكانت تتدفق مياهه عكس إتجاه الجاذبية، قال له:
الأن في هذا النهر،سوف تجد ذكرياتك مدفونة في أعماق هذا التيار،ولكن إذا أردت  إستعادتها، فعليك أن تواجه ألمك وحزنك، لأن الزمن يخفي الحزن والألم بقدر ما يخفي أيضاً السعادة.
حينها غطس [مالك] في النهر من دون شعور ورأى في الأعماق ذكريات أليمة :
 يوم فقد والديه،وبدأ ينتابه شعور بالمسؤولية إتجاه أخته [ليلى]، واليوم الأول الذي إضطر فيه لإبرام الصفقة مع سيد الزمن الغامض.
ومع كل هذا وبالرغم من الألم والحزن الشديد،فقد تمسك بذكرى واحدة :
وهي وعده الذي كان أعطاه لوالديه بأنه سيحمي [ليلى] كيفما كانت الظروف ومهما كان الثمن.
عندما خرج [مالك] من النهر،كان قد إستعاد جزءًا آخر من ذكرياته، لكنه شعر بثقل عاطفي كبير يحمله .

المواجهة النهائية مع سيد الزمن

ثم عاد [مالك] إلى القصر الكبير الزجاجي حيث يقيم رجل الظل [سيد الزمن]. وهناك، وجد [سيد الزمن] ينتظره وعلى وجهه إبتسامة ماكرة، قال له :
يا [مالك] لقد إجتزت الإختبارين بنجاح حتى الأن، لكن إستعادة ما تبقى من ذكرياتك سيكلفك مستقبلك فماذا تقول يا [مالك]  هل ستضحي بمستقبلك كاملاً لتعيش في الماضي؟
حينها وقف [مالك] في حيرة من أمره،ويصل في نفسه إذا فقد مستقبلي، لن أتمكن من العيش مع أختي [ليلى]، حتى ولو بعد إستعادة ذكرياتي، لكنه أدرك في نفسه ومع عقله في تلك اللحظة شيئًا مهمًا جداً :
قال [مالك] مع نفسه الذكريات ليست مجرد صور، بل هي أيضاً القوة التي تدفعه لحماية من يحب.
ثم قال [مالك] لسيد الزمن :
إسمع أنا لا أحتاج منك إستعادة معظم ذكرياتي،لكن فقط دعني أعيش مع أختي [ليلى] وسوف أبني معها ذكريات جديدة .

 العودة إلى الحاضر

حينها جاءت عاصفة رملية لم يعد يرى [مالك] [سيد الزمان] أمامه وأحس أنه شعر بالنوم والتعب لما تعرض له من تجارب، فنام من دون شعور في لحظة إستيقظ [مالك]  خارج مدينة الزمن المفقود، ولقد إستعاد أهم ذكرياته عن [ليلى].
 لكن بالرغم من هذا لم يكن عالقًا في الماضي، فقرر أن يبدأ حياة جديدة، يقدر فيها كل لحظة مع شقيقته الصغيرة ،وأن يبني ويخلق ذكريات لا يمكن أن تُمحى أبداً .
وفي النهاية،قد فهم [مالك] جيداً أن الحب والإخلاص والتضحية هما ما يجعل للذكريات معنى حقاً، وأنه مهما فقد من ماضيه، فإن مستقبله مع أخته [ليلى] هو ما يستحق الكفاح والقتال من أجله .

الرسالة من هاته القصة :

قصة مالك في مدينة الزمن المفقود وإستعادة الذكريات

يجب أن نعلم أن الذكريات مهمة، لكنها حقاً ليست كل شيء، فأحيانًا يجب علينا بناء ذكريات جديدة وهذا أعظم شيء وأعظم طريقة لتكريم الماضي والعيش بسلام داخلي مع نفسك.
تعليقات